التخطي إلى المحتوى
محتويات
[toc]

الجنة تحت أقدام الأمهات” حديث عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – حثنا فيه على احترام وبر الأم والإحسان إليها حيث لها منزلة كبيرة في الإسلام وكرمها الإنسانية على مدار التاريخ، ولكن هل معنى ذلك إننا ننسى البر بالأب؟ هل تحدث الإسلام عن بر الأب أو بر الأبوين على العموم؟ في مقال اليوم، سوف نتحدث بالتفصيل عن بر الأبوين في الإسلام والقرآن الكريم مع تعريفه وإرفاق الدلائل الشرعية على بر الوالدين.

أولاً ما المقصود ب “بر الوالدين“؟

المقصود من بر الوالدين هو الإحسان إليهما وحسن معاملتهما لأنة الإسلام تشجيع علي تقدير ومراعاة الأب والأم، وذلك من خلال تقدير ومراعاة الأبوين والقول والفعل الحسن لهما، والعشرة الطيبة وحقوق الوالدين علينا طاعتهما في مختلَف الأمور ماعدا الشرك بالله ومعصيته.

ويعد بر الوالدين أكثر أهمية وأعظم الطاعات للتقرب إلى الله وأحبها إليه عز وجل، حيث أوصنا الإسلام في الكتاب العزيز على أهمية بر الوالدين، كما أوصنا الله على لسان نبي محمد صلى الله عليه وسلم بأن نطيع الوالدين لأنة وجود الوالدين نعمة هائلة لا يعوضها مال.

بر الأبوين في الإسلام

أوصنا الإسلام ببر الأبوين لأنه يُعد فرض على كل مسلم غايته الجنة والفوز بالمراتب العليا ورضا الله في الحياة والأخرة. وقد تتسأل ما هو واجبك في الإسلام تجاه والديك؟ بسهولة، بر الأبوين هو إلتزام الابن المسلم والأبنة المسلمة برعاية الوالدين وبالأخص عند بلوغهم سن الشيخوخة حيث يكونوا بتلك المرحلة من العمر بحاجة عظيمة للرعاية الجيدة في كافة أمور حياتهم سواء كانت صحية أو نفسية، مع الحرص على تقدير ومراعاة رغباتهم وتوفير كافة سبل راحة الأبوين.

وذلك لازم ديني على كل مسلم ومسلمة وايضاًً واجب أخلاقي حيث أن بر الوالدين من أفضل الإجراءات في الإسلام وأفضل الطاعات التي تقرب العبد من ربه، حيث وردت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي توميء إلى ضرورة بر الوالدين وفضل هذه الشغل في الدنيا والآخرة.

بر الوالدين في القران

تعد طاعة الأبوين من أفضَل الأخلاق في الإسلام باعتبار طاعة الله عز وجل وطاعة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أفاد في كتابه الجليل ((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً، أما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما، فلا تقل لهم أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغير)) صدق للَه الكبير.

بر الأبوين تساعد على دخول الجنة وهو أمر لين تحقيقه بالمحبة والألفة، وطاعة الأبوين واحترامهما وشكرهما على رعايتنا وتربيتنا منذ الصغر. ولا ننسى أن الوالدين – عقب إرادة اللَه -داع وجودنا في تلك الدنيا حيث صرح تعالى

((وَوَصيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)).

بر الوالدين للأطفال

من اللازم نحو تربية أبنائنا أن نحسن التربية الإسلامية وتكون تربية صالحة وحسنة كما أمرنا الإسلام، ومن الواجب أن أطفالنا يتعلمون ويدركون جيداً فضل الأبوين عليهم، ونحفزهم على بر الوالدين بتعليمهم الآيات القرآنية وأحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – لإن هذا أبسط ما يستحقه الأبوين من الأبناء لدورهم العظيم الذي قاموا به في تنشئة أبناءهم الصغار والقيام بتعليمهم وجعلهم رجالً ونساءً صالحين مستقبلاً، حيث أن من دون الأب أو الأم تُفسد الحياة. وفي أغلب الأحيان، لا يعي قيمة الوالدين غير الأشخاص الذين فقدوا آبائهم وأمهاتهم، لهذا يجب أن تعمل طول الوقتً على توضيح حبك لهم وأن تبرهم.

يجب أن تدرك أن أحق الناس بحسن صحبتك هم الأمهات والآباء لذلك يجب أن تحرص على صحبة الأبوين الحسنة، فقد جاء رجل إلى رسول -صلى الله عليه وسلم -فقال له: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ أفاد: أمك، قال: ثم من؟ صرح: أمك، أفاد: ثم من؟ قال: أمك، أفاد: ثم من؟ أفاد: أبوك. رواه البخاري ومسلم.

لذا يجب أن نحرص على طاعتهما وعدم إغضابهما، حيث أن عقوق الوالدين عذابها هائل عند الله، ولن تُقبل أعمالك مهما كانت صالحة إلا برضاهما.

الدلائل الشرعية على بر الوالدين

لقد حرص ديننا الإسلامي على بر الوالدين، كما أنه قارن طاعتهما بطاعة الله عز وجل و عبادته، بل أنه جعل إحسان الأبن لوالديه من أعلى درجات الإحسان التي بها الأجر والنجاح والسداد في الدنيا وفي الآخرة، حتى وإن لم يكونوا مسلمين، حيث أكد الدين الإسلامي على بر الوالدين والإحسان إليهما وحسن معاملتهم في الكثير من مواضع القرآن والسنة المطهرة.

لقد أعطى الدين الإسلامي بر الوالدين الكثير من المراعاة وهي من أفضل الممارسات بعد أداة الصلاة المكتوب والمفروض علينا، وفي ذلك دليل وإشارة على عظمتها حيث لهما دور عظيم في الحياة، فهما سر وجودنا في تلك الحياة واهتموا بنا بالتوجيه والإرشاد، وهما من شاركنا مسيرتنا منذ طفولتنا حتى وإن أصبحنا رجالاً وسيداتً لنا دور ومكانة في مجتمعنا.

حقوق الوالدين

من المؤكد أننا نقوم بشكر من قدم لنا المعاونة، فما بالك بحق الأبوين على أبنائهم، من شكر وتقييم فهم أحق الناس بهذا من كثرة ما قدموه لنا من حب وعطاء دون انتظار أي مقابل. ومن حقوق الأبوين التي أوضحت في القرآن:

  1. طاعتهم وتلبية مختلَف أوامرهم والانفاق عليهم وقت اللزوم.
  2. معاملتهم معاملة حسنة برفق ولين في التصرف والكلام تقديراً واحتراماً لهم.
  3. نحو التحدث معهم نخفض أصواتنا ونحرص على عدم إزعاجهم عند السبات.
  4. استخدام أعذب الخطاب وأجمل العبارات نحو التحدث لهم.
  5. حسن التعامل معهم في فترة الشيخوخة وعدم توضيح الضيق من كثرة وتكرار طالباتهم.

عقوق الأبوين

العقوق هو عكس البر ونتائجه وخيمة عنما نتج من عصري أبي محمد جبير بن مطعم أن رسول الله أفاد ” لا يدخل الجنة قاطع” وقال ايضاًً سفيان في روايته “يعنى قاطع الرحم” رواه البخاري ومسلم.

والعاق هو الفرد القاطع لصلة الرحم مع والديه كما أنها من كبرى المعاصي ووصفها نبينا الكريم بأنها من أكبر الكبائر في الجديد المتفق عليه ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا بلى يا رسول أفاد الاشراك بالله وعقوق الأبوين، وكان متكئاً وجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يرددها حتى قلنا ليته سكت.

بر الوالدين بعد موتهما

ضياع الوالدين من أصعب التجارب التي يمر بها الإنسان ومن شدة حب بعض الأولاد للوالدين يتسألون كيف يمكن أن أستمر في بر الأبوين حتى في أعقاب موتهما؟ هل الشأن مستحيل لأنهم ليس أحياء معنا؟ هل من أعمال أو ممارسات التي من الممكن أن نقوم بها لنستمر في بر أبوين مدى حياتنا؟

إجابة ذلك سؤال نعم! فالمسلم عندما يبر أبويه بالحياة يصعب عليه التبطل عن برهما عقب موتهما، لذا يفعله في أعقاب فراقهما ويمكنك أن تبر بوالديك بأن تدعو لهما بالرحمة والغفران، وتقوم بتنفيذ وعهدوهم، فيحكى أن رجلاً من بني سلمة قد جاء إلى النبي وتحدث “يا رسول هل بقي من بر أبوي شيء أبرهم به من بعد موتهما؟ أفاد: (نعم الصلاة عليهما “الدعاء”.

كما أن كثرة الاستغفار لهم والوفاء بعهودهم من في أعقاب مماتهم تعبير عن البر بالوالدين، وايضاُ إكرام أصدقائهم رابط الرحم التي لا تتم سوى بهما التي حثنا الإسلام عليها مع الإكثار من الدعاء لوالدين في العديد من الأوقات واثناء الصلاة.

في النهايةً، في أعقاب التعرف على مفاهيم وأساليب بر الأبوين والإحسان إليهما وحسن معاملتهم لمقارنة الله عز وجل بر الوالدين بعبادته الهائلة من توحيد وبراءة عن الشرك به، وهذا اهتماماً كبيراً وتعظيماً لهما، يلزم أن نعلم جيداً أن من روائع ديننا الإسلام تمجيد البر بهما، ويجب علينا باستمرارً الحرص على بر الأبوين وحسن معاملتهم حتى يجعلنا الله من البارين لهم في حياتهم وبعد مماتهم

التعليقات

Leave a Reply

Your email address will not be published.