انتصف الليل, الجو غارق في الكآبة و الملل و الالم..
ربما صوت “الست” قد يحسن من توابع هذا الشعور المقلق قليلا,,
لطالما كانت انثى الليل…رفعت خصلات شعرها النحاسية
و تحسست الارضية الخشبية بأطراف اصابع قدمها العارية..
لم تنسى ذلك الكابوس الذي يطاردها..حين تضع قدمها على الارض
فتتهتاوى الارض من تحتها و تسقط في المجهول اللامحدود..
ليلة امس ظلت تسقط في فضاء اسود لاكثر من عام بتوقيت الفراق..!!
ما ان اطمأنت لصلابة الارض تحت قدمها الصغير حتى ذهبت الى مكتبها الخشبي..
“الفرص لا تتكرر في هذا العالم اللئيم”
فتحت الحاسوب و بدأ صوت ام كلثوم يضفي كثيرا من السحر على جو الغرفة الكئيب…
الطقس مناسب لارتكاب بعض الكتابة الان…
ربما تفكر ان تكتب رسالة له, لابد انه اشتاق رسائلها الرومانسية البلهاء..
ربما ستكتب ايضا وصيتها..
“سلام على من يقرأ هذه الحروف,
اقر انا الموقعة ادناه و انا في كامل قواي الوجدانية,
اني قررت ان اذهب في رحلة غامضة الى العالم الاخر .
يبدو لي عالما ملونا باللون الارجواني,,,و نجومه زرقاء بلا قمر..
ان كنت تقرا الان ,فانا في الغالب في طريقي للتحول الى مجرة هائمة..
تركت لك مع هذه الكلمات رسالة في جاجة “نبيذ” ارجو ارسالها لهذا الرجل..
لا املك الا اسمه الثنائي و بعض حروفه..
و لكني اثق انك قد تستدل عليه, اذ انه لا رجل اخر يشبه..
شد لي على يده و اخبره اني كنت اود ان ارسل له “ساعة يد” عتيقة من طراز فاخر,
لولا اني تذكرت انه لا يهوى ارتداء الساعات…”
انهت ام كلثوم وصلتها للتو.. و النجوم تتساقط واحدة تلو الاخرى على اوارقها البيضاء..!
التعليقات