التخطي إلى المحتوى
محتويات
[toc]

مبطلات صيام الخواصThings that invalidate the fast properties

مبطلات صيام الخواص
مبطلات الصيام للخواص كثيرة قال صلى الله عليه وسلم في أولها{خَمْسٌ يُفْطِرْنَ الصَّائِمَ وَيَنْقُضْنَ الْوُضُوءَ: الْكَذِبُ وَالْغِيبَةُ وَالنَّمِيمَةُ وَالنَّظَرُ بِالشَّهْوَةِ وَالْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ}
فهذه أول المبطلات إذاً الصائم من الأحباب لا بد أن يصوم عن هؤلاء الخمس ويؤيد ذلك ويعضده قول النبي{ مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بهِ فليسَ للهِ حاجةٌ في أن يَدَعَ طعامَهُ وشَرابَه}
أي أن صيامه باطل وهذا في مقام الإيمان أما في مقام الإحسان من شهد شيئاً من غير يد المحسن فقد أفطر فلا بد أن يشهد كل عطاء من المعطي ولو كان علي يد فلان أو علي يد الآخر أو علي يد الثاني لكن المعطي في الحقيقة هو الله:

اشهد يد المعطي تفز بالإجتبـا
تعطي شراب الحب في أعلي مقام

ولذلك قالوا في ذلك (من أكل ولم يشهد المنعم فكأنما قد سرق) لا بد أن يشهد أن هذا الطعام من المنعم لأنها كلها عطايا المنعم وإن كانت علي يد سبب من الأسباب لكن أين مسبب الأسباب؟
من يشهد الغير فعالاً فمنقطع
لأنه مشرك قد مال للسـفل

فيشهد أن الخير كله الواصل له وإليه أو لمن حوله هو من الله ومع ذلك حفظاً للمرتبة لا بد أن يشكر الأسباب لأن الله قال في الحديث القدسي {إذَا حَشَرَ اللَّهُ الْخَلاَئِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ: اصْطَنَعَ إلَيْهِ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِهِ مَعْرُوفاً فَهَلْ شَكَرْتَهُ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ عَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ مِنْكَ فَشَكَرْتُكَ فَيَقُولُ: لَمْ تَشْكُرْنِي إذَا لَمْ تَشْكُرْ مَنْ أَجْرَيْتُ ذَلِكَ عَلى يَدَيْهِ}
حفظاً للمرتبة لا بد أن أشكر السبب ولكن أعلم علم اليقين أنه سبب وأن الأمر من المسبب عز وجل إذاً أشكر أولاً المسبِّب وثانياً السبب ولا أشكر السبب وأنسي المسبب كما يفعل معظم الخلق يشكرون السبب وينسون شكران المسبب عز وجل أما أهل مقام خاصة الخاصة فالصيام عندهم هو الصيام عن السوي {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ}
لا يشهدون في الكونين سواه ولا يسمعون إلا كلامه ولا يرون إلا فعاله ولا يشهدون إلا أنواره يرون صفات الله هي السارية في الكائنات، وهي التي تفعل فيشهدون الحي إذا نظروا إلي حي ويشهدون السميع إذا استمع إليهم سميع ويشهدون المتكلم إذا نطق إليهم لسان ويشهدون أوصاف الله هي التي تحرك الأكوان وتحرك من بالأكوان وهذا مقام شهود وليس مقام فكر ولا كسب ولا كلام وإنما هي حالة يحياها الإنسان حياة روحانية نورانية يقول فيها الله آمراً المؤمنين
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم} ولم يقل إذا دعاكما لأن الذي يدعوا واحد { إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ }وهي الحياة الشهودية الإحسانية الإيقانية التي يقول فيها أحد الحكماء
وإن نظرت عيني إلي أي كائن
تغيب المباني والمعاني سواطع

ويقول فيها في قصيدة أخري:
الكل مني والكل عـني
فاشهد جمالي بكل عينِ

فيشهدون جمال الله في الأشياء وتغيب عنهم المباني لأنهم يشهدون فيها جمال المعاني فالمفطرات كثيرة للصائمين علي حسب المراتب.لكن بداية جهادنا نحن الخمس التي جاء بها الحديث الشريف فنجاهد في الخمس ونلاحظ صحيفة أفعالنا وسجل أعمالنا.

التعليقات

Leave a Reply

Your email address will not be published.